الجمعة، 1 أغسطس 2014

نادي موكب القفــــــل

للشاعر الجاهلي محمد حسين آركيدي

 أن البلاد ثوت أقــــــصى جوانحنا *** لم تبرح الصدر بل في فسحة النــزل
 ولم أقسك على دار وإن عظــــمت *** فهـــــل يصح قياس الشمس بالزحــل
 قد أوجب الحمد جزء من فواضـلها *** فـــكيف أصنع في آلائها الجــــــلل ؟
 إن أحمد الله ما أوفــــيت خــــــردلة *** فمــــا الثناء سوى قولٍ بلا عمــــــل

ترابها عنبرٌ حصـــــــباؤها تبـــــــرٌ *** نسيمها كشذا المومــــــــوقة الخضل

فالأرض مكسية من سندس خضر *** ككاعب سفرت في الحـلي والكــحل


إن جادها الغيث لم توحل بتربتها *** أو أمسك الأفـــــق لا تعرى من الأكل

هليلةٌ ربوةٌ هلْيــــونَ كــــــــسوتها *** تُسْسبي فــــؤاد مئيـــــــدٍ ساكن الحجل

وحبذا مزهر الأمواه تعــــــــــزفه *** بين الحجارة تحـــــكي روعة الزجل

والساج تسمو إلى الآفاق سامقـــــة *** تناطـــــــح الأفق لم تسكن من المـلل

والسدر والسرح غابٌ فيه منســرب *** شئ من السِرْب والقمــري والحجل

وترفع الآل أغصانا هويجــــــــرةً *** كأنها ترقب الآتيـــــــــــــن في السبل

تزجي الرياح ربابا غير مســـرعة *** يسبي الفـــــــؤاد بُعَيْد العقل والـــمقل

والسحب تسبح نحو الغرب في مهل *** وبعضـــــــها نحو بيت الله في عجل

وبعضها كجديد القطن سابحــــــــة *** وتســــتقر إذا شاءت على جبــــــــــل

ترى السمـــــــاء بدت زرقاء صافية *** والراسيات كستــــــــها أطيب الحلل

فيـــــــــنشئ الله آلاءً بلا عــــــــــــدد *** منها الرياض سقاها الــــصيب بالبـــلل

كأنها جنة الرحــــــــمن مخصــــــبة *** تهدي الخيال فــــــيبدي أطيب المــــــثل

ليتي أقمت بها عمري فلا سفـــــــرٌ *** والــــــصحب في الربع لم نسأم ولم نجُلِ

لكن قضى الله والأقدار ماضيـــــة *** بيني عن الأهل والأحــــــــباب في الأزل

وكلما خـــلت أن الحظ  حالفنــــــي ***ولمني الــــــــشمل نادي موكب القفــــــل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق