السبت، 26 أبريل 2014

النجاح رغم أنياب الظروف


المشهد الأول

رجلان في ضرا ، فرشتان مبسوطتان الواحدة خلف الأخري ، بينهما مأدبة الافطار ، في الفرشة الخلفية يجلس (علي) يقابله حاج عبدالله متكئا على الفرشة الآخرى مستندا على عمامته . يتأخر صالح قليلا .. يسألان عنه .. يتحدثان عن صالح .. عن ضعفه أمام امرأته .. وكيف أنها ترسله لجلب المياه من البئر.. وكيف يساعدها في المنزل .. وكيف يتفاني في العمل .. أولاده وبناته في الدراسه.. تساعده زوجته أحيانا .. يتحسران علي الرجولة التي قضى عليها صالح.. يضحكان في نشوة مريبة ...



يدخل صالح وبين يديه صينية الطعام ... يسلم .. يأخد مكانه في الضرا ... يسأل عن الأخبار .. عن البوالي .. عن الموية التي غمرتها
(علي) :
ماشاء الله السنة دي البوالى منيلة خلاص . علي اليمين الوادي جاء أب دزا من القيف للقيف، الموية وصلت لي أي بولاي ، آه يا حاج عبدالله : الله بدوري لينا الخير ، السنة نطلعوا جنس تمباك، زي العجب ( مديح للتمباك) ناس شقرا وناس وادي صالح حيعرفونا انينا منو؟ .


(صالح):
يا عم (علي ) في مشكلة كبيرة مواجهنا ,اكيد الوادي بكون خرط لينا التنابيك القامو أمـــــــــــــــــــــــلس ، والشتتناهو ولا قامت داك دت خلى لتسل منو. هسي احنا تاني دايرين نحرتو بوالينا عشان نكب الشتت ، المقن السنة حيولع نار ، والعمال زاتو بِقلو لأنو العمل كتير.
حاج عبدالله : يضحك منتشيا
دا كلو هين ! أني السنة ندوري نشيف فنجرتك شنو يا (صالح) جننتنا جن ! العيال خلوهم يتمو تعليمهم ، ما تشغلوهم في البوالي ، وياتمن ياتمن . كدا نشوفوك ، بواليك التلاتة ديل.. السنة تشتغلهم كيف ؟! أول حاجة العمال شيو ما بتلقو ، و كان لقيتو يقول ليك يومية بـ 20-ـــــ 30 جنية ، ياخ زول الله أداك عيال زي ديل وتقعد تتعب نفسك . والله صحي . قالوا (القلم ما بزيل البلم).
على : قول وافقنا على قراية الأولاد . وقريناهم لحدي اتخرجوا من الجامعات ، الفايدة شنو ؟! لا همن بستفيدو ولا انحنا نستفيد . باكر ما بلقو وظائف كويسة ، وكان اتوظفوا شن القروش البدوهم .


صالح: ياناس استهدوا بالله . انتو خلبتو بين حاجتين (العمل والتعليم )أي واحد براو، بوالي حقاتي التلاتة ديل اشتغلهم بنفسي . وتساعدني ام العيال . ونستعين بالعمال إذا دعت الضرورة . الأولاد لازم نوفر ليهم الجو اللازم عشان يتعلمو كويس . لو اتعبناهم بالعمل حصيلتهم التعليمية حتقل شديد . بعدين هسي حالنا ما زي زمان ، مكان عمل بقي بعيد ، واحد لازم يمرق من المعسكر ويمشي يعسكر في البولاي . ودا ما بمشي مع القراية خالص


حاج عبدالله : ياصالح كلام (علي) دا واضح . انت ما تقعد تسوي جاي جاي ؟ انحنا القراية دا ولا نابو لكن المشكلة . بقينا نتعب في تعليم العيال ، في النهاية ما فيش فايدة . يعني لا هسي ساعدونا وبعدين لا همن بستفيدوا من تعليمهم ولا انحنا .


صالح : انحنا ما عملنا الواجب في تعليم ابنائنا عشان نجي نقول : انحنا استفدنا شنو ، ولا همن استفادو شنو؟


علي : كيف ؟ .. هسي انا ما قريت ولدي النور دا ما قاعد أقريه . لكن هو بس ما شادي حيلو .


يدخل ولد صغير ... يقتحم الضرا ينادي : أبا .. أبا .. ينظر إليه حاج عبدالله بعين تتوقد لهبا .. يجيبه بصوت مفعم بالغضب !


يلا ياولد .. قبل مكان عيال .. أمشي لي ناس امك .. أني ولا قلت ليك : تاني ما تجي مكان ناس كبار قاعدين ... ولا مكان ضيوف... يلا من هنا ود النجس .. ولا هسي نقوم ليك ...


ينفجر الولد باكيا ... ويولي هاربا


صالح: ياحاج حرام عليك ...كسرت خاطر الولد ... بالمناسبة كدا تربي الولد على الخوف من ( الكبار والغرباء ) ! بدل ما تطردوا من أماكن الناس الكبار علمو كيف يتعامل معهم .. بدل بدل ما تخوفو من أن يقترب من الضيوف .. علمو كيف يرحب بهم ويكرمهم ... مش كدا وبس لو الولد ما جاء براهو ناديه ليسلم على ضيوفك ... عرفه بضيوفك .. كدا الولد لما يكبر بكون منفتح على الآخرين بدون حواجز .. يقدر يتعامل مع أي مجتمع .. مع أي شخص


الجنى حاول اتعامل معه برفق شوية .. الجني ما تخلية يخاف منك .. خليهو يحترمك ... لما تمنعو من أي حاجة وريهو سبب المنع .. لأنو انت لما تهرشو زي دا وتمنعو من دون ما تكشف ليهو السبب ... تاني ممكن ينقاد لأي زول أكبر أو أي زول عندو سلطة .. وممكن ينحرف كمان .


حاج عبدالله : خلينا غادي .. العيال هوسهم كتير ..


علي : كدا خلونا في المهم .. الجنى دا قطع لينا كلامنا


حاج عبدالله : كنا بنقول شنو؟


صالح : قلت هل احنا عملنا الواجب علينا لتعليم ابنائنا؟


حاج عبدالله.: أيوا .. عملنا الواجب وزيادة كمان .. هسي انا ما قريت ولدي الكبير .. داكو فات تلي في البلد داك .. لا قادر يتوظف ولا داير يجي يشتغل هنا .. بعد دا أولادي الباقين ديل الداير ينفع نفسو خلي يشتغل ( البوالي راقدة) والداير يقري كمان خلي يمشي على كيفو ..


صالح : اول حاجة ياحاج ولدك محمد دا قرأ بي تلتلة .. امتحن 3 مرات بعد داك نجح .. ما كنت سألت يوم من مكان مدرستو .. ولا مشكلتو شنو عشان تحلو .. خليتو للقدر .. ولما مشي الجامعة كمان خليتو يجاسف يدفع حق الرسوم والسكن والإعاشة بي طريقتو .. الدراسة تبدأ وهو لسة ما وفر الرسوم .. ولو جا واصل الدراسة في (الزمن الناس بمشو للمكتبة هو بنزل السوق ) بعد كلو انت منتظر منه تعليم كويس ولا شهادة كويسة .. بالطريقة صعب جدا انو يبقي جدير عشان يتوظف طوالي .. عليك الله هسي لو زول ما بعرف الشغل كويس تدخلو في بولايتك باليومية ؟.!


صالح : ياخوانا . الهدف من التعليم ما عشان تتوظف بس وتاخد كم من الوظيفة . آي الوظيفة مهمة لكن الأهم منها ( الوعي والمعرفة) .. إذا الواحد اتحصل عليهما .. ما بغلبو إنو يطور حياتو نحو الأفضل ... حتى لو ما استطاع ان يحصل على وظيفة .


علي : بحجة القراية دي كل العيال فاتو خلو البلد ، وتاني ولا بدورو شغل بوالينا دي ! ولا بقعدو معانا في الحلة .


صالج:. هسي ما ياهو فلان وفلان وفلان ديل اتخرجوا من الجامعات وياهم شغالين شغلنا دا ... و فلان وفلان وفلان كمان جو اتوظفو وشغالين في البوالي معانا .


علي : ديل الذكرتهم ديل ولا واحد في المائة العيال الفاتو للقراية ، وفضلو قبلهم هناك .


صالح : كلامك صح .. وهو أصلا ما بالضرورة الناس كلها تعيش في مجل واحد.. هسي لو كل الناس بقولو كدا كان أجدادنا ما خلو دارزغاوة وفاتو تجاه نيالا .. وتاني قبلو راجعين .. وسكنو في كــــــــــــو .. وأخيرا سكنو في شكشكو .. ياخ ( البلاد بلاد الله ...) أي مكان عجبك وعشت فيهو دا بس بلدك ..ليس المهم أين تسكن لكن المهم هو التواصل.


حاج عبدالله : ياصالح احنا خلينا .. انا داير أسألك .. انت ولا قريت عيالك؟ .. والزمن دا كلو شغال انت ومرتك بس !.. في النهاية بقيت ما عندك سلطة على بتك التعبت في قرايتها .. يجيها راجل ما فيهو كلام .. هي تأبي .. وانت ما قادر تجبرها لمصلحتها ؟!!


صالح : أنا بتي بدل ما اجبرها على مصلحتها .. بعلمها وبأهلها وأخليها تعرف مصلحتها براها !


علي : أصلا البت من المفترض مما دخلت الثانوي دا خلاص يوقف قرايتو ويشوفو ليها مكان راجل وين .. هو قرايتهم ذاتها بمشي وين؟ انت ما سمعت الشاعر بقول:


قالوا هُراء علموا الفتيات *** وتسابقوا للقول دون هُداة


والله يعلم إنهم لمقدو *** ن سواهمو في النسج والغايات


ماذا جنى فتيانكم *** فطلبتم التعليم للفتيات


صالح : يا عم (علي) تعليم البنت دا لو ما أهم من تعليم الولد ما أقل منه . بعدين زواج البت في العمر دا خطأ .. لأنها قاصر


حاج عبدالله: يضحك ساخرا.. يقول : تعليم البنات كثير ذاتها ما سمح .. إنت ما قريت الحديث البقول :« لا تعلموهن الكتابة – أي النساء – ولا تسكنوهن الغرف وعلموهن سورة النور»


صالح : ياحاج الحديث دا ضعيف .. والناس القالو صحيح ما فهمو بطريقتك دا ..


الرجال الثلاثة في ذروة النقاش يدخل عليهم نور ابن الثانوي في توجس ورهبه ... يلقي عليهم التحية ... يجيبونه باختصار ... ينادي أباه ( عليا)


نور : أبوي


علي : مالك ياولد داير شنو ؟


نور : أمي بناديك


علي : أمك لسه ما مات لي بولاي مع بِتو ؟


نور : شدو حميرهم ... قاعدين بجهزو للمشي .


علي : يلا أمشي قول ليهم يستعجلو .


يخرج نور محتارا لا يدري ... هل يلبي أبوه دعوة أمه ... أم أنه لا يفعل ؟


حاج عبدالله : يلا يا ناس خلي نفطرو ... أنا أمشي أكفر لي ناس أبو يحي عندهم ولد ايدو اتكسرت ... وبعد داك ماشين لقراية (كتاب )


علي : وانا كمان ماشي أشوف الولية دي ما لها ... وأصحابي بنتظروني .. كتشينتنا مولعة ... رايك شنو يا صالح ما تجي تقيل معانا الليلة .‍


صالح : معليش .. أنا ماشي البولاي ... يرفع الإبريق قائلا : يلا أغسلو أيديكم














المشهد الثاني


في بيت( علي) .. فاطمة وبنتها تناولتا وجبة الافطار .. مجيدة وأمها ترتشفان الشاي .. تدخل عليهن (أمل صالح) .. سلام حميم وترحيب .. الأم ترفع الأكوان وترتب المقعد .. أمل تتوسل إلى فاطنة بألا تحضر شيئا..أنا جيت أودع صحبتي (مجيدة ).. الجامعة فتحت أنا بكرة راجعة الخرطوم.. مع صاحبتها وزميلتها في الدراسة سابقا تنفردان في الجلسة ..أمل تحاول الرجوع.


مجيدة :عليك الله ياأمل اقعدي شوية ... داير أسألك سؤالين بس.


أمل : طيب سؤالين بس .. قولهم سريع سريع ..أنا مستعجلة والله.


مجيدة : في حاجة واحدة انا ما فاهماها ... هسي الزراعة دي تعبانين بيها تعب كدا .. العجبك فيها شنو عشان تمشي تقراها في الجامعة.


أمل : تضحك.. اأنا دخلت كلية الزراعة عشان لما اتخرج من الجامعة .. اقدر أقدم خدمة لمجتمعنا .. بحاول اطور الزراعة .. ونحسن الانتاج .. عشان أهلنا وضعهم يتحسن وهم يرتاحو شوية ..


فاطنة من بعيد : يا سلام يا أمل ..الله يخليك نيتك سمحة... الله يتمي ليك يابتي ..


مجيدة : عليك الله يا أمل وريني كلية ساهلة ورخيصة كدا ؟ . عشان أكلم (النور) أخوي يمشي يقرا فيها .. تعب معانا كتير .. وداير يقرا وما قادر.


أمل : أخوك النور برضو أبوك رفض ليهو انو يقرا زي ما رفض ليك انت ؟


مجيدة : ابوي ما دايرو يقرا لكن ما بصرح ليه .. ما بديهو رسوم الدراسة .. وبكلفو بأعمال كثيرة أيام الدراسة وايام امتحانات وهو كما بحترم ابوي ما بقدر بخالفو.. مرات كمان النور لما يشوفنا نتعب كتير في البولاي .. براهو بخلي الدراسة وبجي بساعدنا.. مرات أسرق قروش من أبوي عشان اديوه يقرا بيهو لكن النور برفضو.


أمل : طيب هو ما حاول يشتغل بطريقتو عشان يوفر حق الرسوم .


مجيدة : حاول مرة واحدة لكن لكن لما جاء عشان يدفع الرسوم .. انا مرضت .. وداني للعلاج وقروشو كملت .. من المرة داك تاني ابوي ما خلاه يشتغل شغل خاص .. لكن السنة دي هو مصر يدخل الجامعة بأي طريقة .. بس انت وريني كلية مناسبة لزول ما عندو زول بساعدو؟


أمل : مسألة صعبة .. لكن لو هو بالأوصاف القلتها لي دي .. لو جاء ممكن يقرا أي جامعة وأي كلية هو عايزاها.. وممكن يتفوق كمان .. لأنو عندو عزيمة .


مجيدة : ياريت ياأمل


أمل : استأذنك .. انا ماشية يامجيدة .. مع السلامة


مجيدة : تودعها وتتمنى لها التوفيق..


ترجع تجلس إلى امها وتقول: ياسلام يا أمي .. أمل دي بت مخلصة خلاص.. ما نست صداقتنا من بداية الثانوية .. رغم أنها قربت تتخرج من كلية الزراعة في أعرق الجامعات وانا لساني بين البولاي والزراعة


فاطنة : ما شاء الله عليها بت ناس الله يخليها


يدخل ( علي) في بيته ، مجيدة تحاول أن تهرب ... يصرخ فيها :


مالكم ما مشيتوا البولاي.. يلا ما تقعدوا تبلبسوا لي هنا .. هسي دا تمشوا تحرتوا البولاي وتزربوا ... وانت يا نور امشي معاهم .


نور : أبوي : امتحانات الشهادة قربت ... أنا لازم أذاكر.


علي : خلي هوس ... يلا ما نشوفك هنا ...


فينزوي نور حزينا يجرجر رجليه ... يختفي قريبا يترقب .


علي : يلتفت إلى فاطمة ... معاتبا إياها على تأخرهم عن الخروج إلى البولاي .


فاطنة : ياريت أول حاجة تعرق احنا ناديناك لشنو ؟


على : مالكم ؟ في شنو ؟


فاطنة : وليدك نور دا ترى امتحاناتهم قربت ... وقالوا ليهم لو ما دفعوا الرسوم ما بخلوهم يمتحنوا .! عليك الله المرة دي ما تخلي يطردوا ولدي .


علي : النــــــــــــــــــــور تعال هنا يا ولد !.... النور: يأتي متوجسا.


علي : قبل شهر ما أديتك قروش ؟ النور : أبوي القروش داك اعطيتني عشان اشتري بها ملابس المدرسة .


علي :قبل أسبوع ما أديتك قروش .


النور : أبوي قروش داك ما أديتني عشان اطلع بيهو الرقم الوطني


علي : هوي ياولد : رسوم شنو ؟ ... كل يوم قروش ...قروش ..(تقرش القرض ). يلا ألحق أخواتك في البولاي ... ويخرج مغاضبا !!!


الأم فاطنة : تحتضن ابنها ... وقد خيم عليهما الحزن ... حتى لا يعرف من الذي يخفف عن الآخر .


فاطنة : معليش يا وليدي ! ... ما تخاف ! ... الرسوم هين ! ... بس انت شد حيلك .


تستخرج فاطنة الحلق من أذنيها ! وسوميتها ! ... سلمتها لابنها ليبيعهما ويدفع ثمنهما رسوما للإمتحانات .























































المشهد الثالث


شابان يمشيان في الطريق ، يلتقيان بالنور ، يضحكان منه في سخرية لئيمة ! يصافحانه ويأخذانه إلى قارعة الطريق ، يقف أحدهم عن يمينه والآخر عن يساره ، أحدهم يمد إليه سيجارة ! ويمده الآخر بكيس الصعوط !


يشير النور بعدم رغبته في تناول أيا منهما...


يضحكان منه ويقولان له : يا دفعة ما تخاف ! إنت لو قاعد معانا ما في زول بسألك ، لا أستاذك ولا أبوك !


النور : أنا أصلا لا بسف ولا بشرب سيجارة . الشابان يغنيان : الزول صغير ما عارف


النور : الفهم شنو يا خالد ، الحنة والحاجات العجيبة دا شنو ..؟


خالد : يشير إلى أحمد: ما تجاوب الكيشة دا يا أحمد ؟


أحمد : صحبك دا ما امبارح حنتو ! ناديناك وأبيت تجي مالك ؟


النور: كنت بجهز حاجاتي ، قبلوني في الجامعة ، وبمشي الخرطوم بكرة !


حالد : جامعة شنو هو زول .. تمشي تضيع عمرك ساكت ( هو الناس القرو عملو شنو )؟!


النور : القراية هي وسيلتنا الوحيدة لتغير حياتنا الصعبة دي .. بعدين الناس القرو وما قادرين يعملو حاجة لأنهم شوية وبراهم واليد الواحدة ما بتصفق.. لما تزيد نسبة الناس القارين والفاهمين أكيد بعملو حاجات كويسة تنفع البلد كلو .


احمد : يضحك مقاطعا ... والله يالنور إنت مسكين ..شوف نفسك ..هسي أنا وانت امتحنا شهادة أساس سوا ... وأنا مشيت اشتغلت .. وجيت عرست .. وهسي عندي عيال اتنين .. وانت يادوب امتحنت شهادة سودانية .. وخالد في الدفعة البعد البعدك هسي خلاص جا فاتك !! وقريب دا عرسو .. وانت لسه ماسك في درب القراية ... احسن ليك تجي تشتغل زي ما زملانا كلهم شغاليين .. وتكون نفسك. انحنا من زمان كنا بننصح فيك عشان تخلي القراية وتشوف حاجة البنفعك وانت تأبي .. لو نفرين قالو ليك راسك ما في اهبشو !!


النور :ياناس انا درب القراية دا ما بخليهو .. وانتو لازم تخلو نظرية القرية التي تدعو لعدم التعليم .. والنظريات البتشوف انو التعليم بفسد البنات .. انتو ناس شباب .. شباب ياخ..


خالد : يضحك في سخرية .. شوف النور إنت يا تخلي درب (أمل) .. ياتخلي درب القراية .. انت عارف من دون قروش ما تقدر تفتح خشمك قدامها . وابوها كمان ما بجبرها عشانك


النور :ياخ انت زول عجيب ما تعرف تمسك اي (سر) .


خالد أنت قايل لما تمشي تقرا بس (أمل صالح ) بتقبل بيك .. أمل دي كم واحد خريج اتقدم ليها هي رفضت .. نوريك النصيحة ..لو دايراها ... احسن ليك تخلي قصة الجامعة دي وتعمل ليك قروش


النور : عليك الله اسكت .. ما داير اسمع نصيحتك .. يلا انا ماشي واحتمال ما نتقابل .. مع السلامة
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوداع.


الشابان يبقيان .. خالد يخبر احمد بأن النور قال له سرا بأنه يحب (أمل صالح ) وأنه يريد الزواج منها .. مستحيل


يتحسران على أن صاحبهم النور لا يعرف أهمية القروش .. عشان كدا متعب روحو بالقراية









المشهد الرابع


مجموعة من الشباب يجلسون على طاولة .. يلعبون الورق .. الضجيج يعلو المكان .. يتصايحون فرحا بالنصر .. يقهقهون نكاية بالمهزوم.. بينما هم كذلك يدخل عليهم ضيف أتى إلى الخرطوم قادما من البلد قبل فترة قليلة .. إنه (النور علي) يلقي عليهم التحية مرة تلو الأخرى .. لا أحد يجيب ! .. يخطف أوراق اللعب من بين أيديهم .. يصرخون .. يشتمون .. ينتبهون .. يبدأ نفير العناق و السلام .. يعتذرون للضيف .. يرحبون به ..بعضهم يخرجون .. يسألونه عن البلد الأسئلة المعتادة .. يهنؤنه على قبوله في الجامعة .. يسألونه عن باقي دفعته..


آدم : قبلوا كم نفر في الجامعات من أولاد حلتنا السنه ؟


النور : نفرين فقط .. أنا والصادق ..


محمود : مستغربا .. ليه ؟ نفرين فقط ؟ وين الباقين ؟!


النور : نصفهم ما نجحو ! .. ونصفهم تركو التعليم نهائيا ..


محمود وآدم : في اندهاش . ليه الحاصل شنو؟


النور : الوضع اصبح مختلف.. المدارس مستواها متدنية جدا ..مزدحمة .. واساتذتها ناقصين .. بعض المواد لا تدرس أصلا .. ظروف الأسر خل معظم الطلاب يتجهون الى العمل .. بعضهم تزوج .. آخرون يحاولون .. يحرضون زملاءهم على ترك الدراسة .. مصايب !!


مجموعة الشباب : يدخلون في صمت حزين ..يطرقعون الأصابع .. يلعبون بالأختام .. يتنفس بعضهم بعمق.


عمر يكسر حاجز الصمت ويسأل : إنت والصادق قبلوكم في أية جامعة؟


النور : أنا جامعة السودان .. كلية الانتاج الحيواني.. والصادق في النيلين .


عمر: انت محظوظ .. في النيلين عندنا سبعة نفر من أولادنا .


يتدخل آدم قائلا : أنا بعتبر إنو احنا في النيلين 6 نفر فقط ..


عمر : ليه


آدم : لأنو مصطفى دا ما معانا في القروب .. قروب بتعنا فيهو احنا الثلاتة أنا وموسى عمر .. وأولاد آخرين كلنا من دارفور .. مصطفى انسان عجيب خلاص .. تلقاه كل يوم ماشي مع شخص .. مرة مع شخص من الشرق .. وشخص من شمالية .. وشخص من كردفان .. اليوم مع ناس الرابطة الفلانية .. وبكرة مع الجمعية الفلانية .. انسان ما عندو هدف.


النور : هو الطالب في الجامعة لا زم يكون مع أولاد بلدو فقط ؟ انا داير اتعامل مع اي زول .. بعد كل فتر بعمل لي قروب جديد


آدم : يازول هوي ..ناس البلد دا واحد لو ما لقى منك مصلحة ما ممكن يصادقك


محمود : لا يا آدم .. ما ممكن تحكم على كل الناس بالطريقة دي .. وخطأ كونك تتجنب التعامل مع الآخرين الجامعي المميز هو الذي يجيد التواصل والانفتاح على الآخر .. الانفتاح على الجديد .. حتى يتعرف على عادات .. وتقاليد .. فلسفات .. أيدلوجيات .. أديان .. كيف تفهم الآخرين إذا انت منغلق على نفسك .. ربما لا تستطيع حتى فهم نفسك .


آدم : خلاص يا بروف محمود المحاضرة دي فهمتها .


عمر : يا ناس خلاص كفاية .. أوقفوا الجدال .. دايرين نتونس مع الضيف شوية . شنو انت ما سألت من زول


النور : يا اخوانا ما سألتكم من ملاذ بت حاج عبدالله ... الشباب يغنوب .. أيام زمان كانت أيام * كان فيها قصة قصة غرام ..


النور : لا .. لا .. لا بحبها ولا حاجة لكن بحترمها .. كانت دفعتنا .. كانت ذكية وطموحة وطيبة ..كانت بتفهم أحسن مننا .. كانت بتحلم أحلام كبيرة .. كلنا كنا بنتمنى ان احلامها تتحقق .. عشان كدا داير أعرف هي مواصلة دراستها ولا لأ ؟!


محمود : للأسف رغم ذكائها قطعت تعليمها بسبب الزواج المبكر .. وبقت أم عيال ومحصورة البيت ..


النور : أنا ما عارف ليه ناس بتخرجو من جامعات .. ولما يرجعو البلد بتصرفوا زي الناس الما قرو خالص


عمر : كيف يعني ؟


النور : في البلد هناك في ناس بشوفو انو لو البنت اتزوجت صغيرة أحسن مما تقرا .. والناس البجونا من الخرطوم دائما بتزوجو من البنات الصغيرات .. في الاساس والثانوي .. يعني في النهايه موافقين مع الناس الكبار البشفو انو التعليم بفسد البنات .


محمود : اصلا في ناس بحبو السيطرة والتفوق على المرأة .. واثبات القوة والرجولة عن طريق السيطرة .. والمرأة الناضجة المتعلمة صعب تسيطر عليها أو تظهر تفوقك عليها .. عشان كدا كثير من الرجال بفضلو البنات القصر. على البنات المتعلمات


النور : انا زعلان خلاص من الناس ديل .. حرمو بناتنا من اكمال تعليمهن.. هسي السنة دي ما دخلت ولا بت واحدة في الجامعة .. والسبب ناسكم ديل


أدم : خلى البنات .. انتو الأولاد ذاتكم .. كم منكم دخلو في الجامعة ؟..


النور :كيف تقول لي أخلى البنات .. كدا معناه انت تميز بينهم .. التعليم بالذات من المفترض ما يكون فيهو تميز خالص.


آدم : الظاهر إنت عمك (مختار) الساكن معاهو في بيتو دا اثر فيك .. بقيت تتكلم عن حقوق المرأة .. وعن ايه .. وايه


عمر : حسبنا اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. انت سكنت مع عمك ( مختار) !!


النور : عمي مالو ؟! ..


عمر : ياخ عمك مختار بالرغم من إنو هو خالي .. لكن زول كعب خلاص .. اعوذ بالله زول متكبر .. ما عندو شغلة بزول .. لو مشيت له بسلمك برؤس اصابعينو.. بالذات احنا الشباب سلام الله ما يسلمك !.


آدم : في اهلنا ديل كلهم ما في ناس متكبرين زي . عمك مختار .. وموسى .. ومحجوب .. ديل ؟!! أعوذ بالله ..


محمود : موسى ومحجوب دا انا ما اتعاملت معاهم كثير عشان كدا ما بعرفهم كويس ، وما بقدر بحكم عليهم .. لكن عمك محمود زول فاهم و طيب ، لكن ناس بس ما فاهمنو!! .. هسي في ناسنا ديل كلهم ..في زول بتو عملت ماجستير ولا دكتوراة غير بنات مختار وصالح ..لا.. في زول قاعد بشارك بحماس زيو في المناسباب .. انا شايف عمك محمود دا بكون في زول زعلان منوا فكى فيهو اشاعة بأنو هو متكبر .. وخلاص كل الناس بقت تقول من غير تأكيد !!


عمر : انت يا محمود لو لقيت زول بتعامل مع المرأة كويس .. وفاهم شوية .. خلاص تدافع عنو ..


محمود :طبعا لازم .. لأنو : ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي))


النور : ياناس خلاص انا ماشي .


محمود : يازول .. ما بدري لكن .. اكيد ونستنا دي ما عجبتك ..


النور : لا .. ونستكم كويسة .. لكن أنا ماشي بجهز .. باكر أول لي يوم في الجامعة .


ويدعونه .. وترفع الستارة






المشهد الخامس


في مكتب الدكتورة أمل صالح في الجامعة ..


النور : يا دكتورة أمل: أنا بعد ما اتخرجت من الجامعة زرت البلد .. سمعت بي خططك الطموحة .. قرأت دراسة الجدوى التي عملتها بشأن تطوير الزراعة وجدتها عند أختي (مجيدة) .. لقيت الناس بضحكوا من خططك .. وبشوفوها طموحات كبيرة غير واقعية .. لكن عجبتني خالص واتحمست ليها .. مش كدا وبس خطتك دي كانت مصدر الهام بالنسبة لي في وضع خطة لتطوير الانتاج الحيواني بالبلد .. لو ما كنت جاي لمسألة خاصة جدا ومهمة جدا كان جبتها معاي ، عشان تديني رأيك فيها .


أمل : تستخرج (خطة نور) من درجها! .. تضعها أمامه على الطاولة .. تبتسم .. وتقول : دا خطتك يالنور .. قرأتها بتأني .. تبدو أنها خطة محكمة جدا


النور : يستغرب .. الخطة دي عملتها بعد دراسة ميدانية .. واستعانة بخبراء .. واسلتهام خطتك طبعا .. رغم إنو أنا عارف الخطة دي حتواجه نفس عقبات خطتك .. تواجه الضحكات الساخرة ..


أمل : طبعا كل جديد تواجه مقاومة من سدنة القديم ..


النور : نحاول اقناع الناس .. ونواجه السخرية بخطوات عميلة .


أمل : بعد ما قريت خطتك يالنور .. جاتني فكرة .. إنو خطتي ناقصة .. أشوف إنو ندمج الخطتين مع بعض عشان تكون عندنا خطة متكاملة لـ(الزراعة الحديثة) ونسعى لتنفيذها في أرض الواضع .. رايك شنو ؟


النور : يستغرب .. يوافق بشدة .


أمل : تضع الخطتين فوق بعضهما .. تنظر إلى النور.. تضع يدها فوقها .. يضع نور يده فوق يدها .. تقول أمل : ما دامت الفكرة والخطة .. موجودة حنعملها


النور : يقحم .. والعزيمة .. بعد الفكرة والخطة .. ويكملان معا .. موجودة حنعملها ..


في هذه الأثناء تدخل بنت .. تحمل أكواب عصير .. تضعها على الطاولة .. تخرج .


أمل : تقدم على النور الكوب .. ثم تقول : كلمتني إنك جايني لموضوع خاص ؟ نظرة متسائلة .


النور : أيوا .. جيتك لموضوع خاص .. جيت أعلن عن شئ كتمتو في جواي كتير .. جيتك متمني تتحقق أملي الكبير..


أمل : تنظر إلى نور في تساؤل ملح .. ما فاهمة .. ممكن توضح باختصار؟


النور : في ارتباك .. أنا بحبك .. بحبك يادكتورة .. بحبك من زمان !


أمل : متفاجأة .. رغم إنو في قرابة بيناتنا .. وكنا بلتقي أحيانا .. ما كلمتني .. ما صارحتني .. ولا !!!


النور : يتأوه .. الحب لما يمتزج بالاجلال والاحترام يصعب البوح به .. أنت قدوتي .. ملهمتي .. قديسه .. بين احترامي ليك والقداسة خيط رفيع لا يكاد يري .. حاولت كتييييير .. كلما حاولت أعبر عن حبي ليك بتكسف وارجع منهزم.. المرة دي أخدت حبوب شجاعة وتمرين .. أنا بحبك .. إنت أملي !!


أمل : تبتسم .. الحبوب أدت مفعولها بنجاج .. يضحكان بتحفظ ..


النور : دكتورة .. أنا بحبك .. ورغم الفارق التعليمي والوظيفي .. جيت أطلب أيدك للزواج ..


أمل : تحاول الاجابة .. النور يواصل


وطبعا دا موضوع مصيري .. إنت لازم ......... داير اسمع ردك .. أمل.. أنا خايف.. خايف ترفضيني .. خايف أكون أقل من نموذج الرجل الذي تودين الارتباط به .. خايف الجواب يكون بلا.. عموما أنا انتظر الجواب بعد أن تعرف الدكتورة من ( النور علي) .. رغم كل شئ بتمنى إنك تقبليني وتقولي نعم .. على فكرة حتى لو كان الجواب – لا قدر الله – بـــــــلا ... بحزن جدا .. لكن بلوم نفسي على أني ما بقيت الرجل النموذج .. وأظل أحبك واحترمك .. أستأذنك يود النور القيام.


أمل : تشير إليه بالجلوس . أنا بعرف (النور علي) الذي تحدى كل الظروف وتفوق في دراسته . النور انا بعرفك من زمان .. صديقتي (مجيدة علي) حكت لي عنك .. حكت لي كيف كنت تضحي بدراستك .. براحتك .. بسعادتك من أجل أخواتك .. من أجل صديقتي مجيدة .. حكت لي إنك كنت تحب أباك وتحترمه رغم قساوته عليك .. كنت تخلص وتتفاني في أي عمل أسند إليك .. إنت إنسان متميز متفوق مهذب طموح حنون.. إنت نموذج للرجل الذي أحلم به .. بحبك يالنور.. أنا بحبك .. وأقبل بك زوجا !!!!






النور : يستجمع أنفاسه .. آ ...آآآآآآآآ.. خير البر عاجله! .. رايك شنو ؟.. أمل : موافقة !!


























































المشهد السادس


يلتقي علي بحاج عبدالله .. يتسالمان


علي : ياخيْ ترى أنا عندي يومين نفتش فوقك .. كم جيت بالصباح بقولوا لي مرقت للمشروع .. وكان جيت عشيَة بقولوا ليْ الحاج مشى للإجتماع !


حاج عبدالله: أني سوُني رئيس (لجنة الاستقبال) البستقبلوا الوالي .. الوالي قالوا بدوري بَجي بشيفي مشروع (الزراعة الحديثة) العملوه ناس دكتورة أمل مع ولدك النور .. قالوا المشروع دا بلين عجباهم .. الوالي بجي مع ناسو يشوفوه .. عشان يمشوا يسو زيو في باقي المحليات .. عشان كدا اني بقيت جاري زي دا .


علي : أنا ذاتي أيامات دي كل يوم في اجتماع .. انحنا في لجنة بتاع ( توسعة المشروع) .. ناس الحلال القريبن مننا ديل كلهم جو دايرين ندخلوهم معانا .


حاج عبدالله : ما شاء الله يا(على ) مشروع دا ريح ناس البلد كلهم .. بقو كلهم شغالين .. خلو الضلله و(الضالة) والكوتشينات.. شغل بقي هين خلاص .. وانتاجو كثير


علي : والله ياحاج عبدالله .. أنا كلما المشروع دا بكبر .. أنا ندمي بكبر معاهو .. ناس ولا بعرفو بقولوا لي " ما شاء الله قريت وليدك وجي نفع البلد " .. النور أنا ولا قريتو .. النور قرأ براهو .. انا ما كنت دايرو يقري .. كان لو جي قال لي اديني قروش الرسوم نداوسو .. ولو قال بشتغل براهو عشان يطلع قروش الرسوم نأبى ليهو .. انا كنت دايرو يقعد معاي يشتغل ونجوزو .. ما كنت عارف إنو القراية دي بتنفع كدا .. أني ظلمت أوليدي ياحاج عبدالله .. أني ظلمت أوليدي ياحاج عبدالله.


حاج عبدالله: يتأوه .. إنت أخير مني يا(علي) .. في النهايه وليدك (النور) قرا وجي .. لكن أنا .. بتي ملاذ .. كانت شاطرة بالحيل ..جا ود أخوي قال بدوري .. بنيتي أبت ..لكن أجبرتها .. كانت تكورك وتعرضيني بـــ(الله ) وتقول : عليك الله ياأبوي خليني نقري .. قطعت ليها تعليمها .. وجوزتها من زول ولا بدوري..أني ظلمت بنيتي .. اني ظلمتك ياملاذ.. ارتكبت خطأ .. اني كنت داير أطبق الكلام القريتو في الكتاب .. داير نطبق آيات وأحاديث ..إستاري أني فهمتهم غلط .. بقي لي شين والله !


هسي لمن نشيفي بنيتي ملاذ عيوني بسيلو طوالي .. بلين سويت ليها شين .. ولمن نري دكتورة أمل رئيسة المشروع وقدامها ناس صغار وكبار ونسوان ورجال وتقول ليهم الكلام السمح .. وتوريهم كيف يطورو بلدهم .. نقول الحمدالله إنو ابوها ما سمع كلامي زمان .


هسي دكتورة أمل دي لو كان أبوها سمع كلامي وأجبرها على الزواج .. كان هسي قراية زي دا بلقاها وين ؟ ولا كان بقدر بخدمينا زي دا


علي : كلنا عملنا شين


حاج :آي والله .. الله يسامحنا


علي : ترى يا أخيْ أنا ولا جيتك عشان نتونسو .. النور رسل قال نجوزو مع دكتورة أمل صالح .. وجيت نسوقك عشان تجي تعقد ليهم .!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق