الخميس، 18 أكتوبر 2012

مبادرة أهل السودان


ألا أيها الداعي إلى السلم ما تدعو

فلا صدق أرجو منك ما دمتُ واعيا

تحيَّر في أفعالك العقل واغتدى

تحرق أطفالا وتقتل أمهم

وتصلي بنار البغض كل مواطن

بطئ عن الخيرات يغري بضدها

فلا الخير مرجوٌ ولا السلم مبتغىً

ترى الغر مرفوعا وفي النفس خسة

ألا أيها المغتر دونك واقع

حسبتك فكِّيرا وفي الأمر ناظر

أخذت بحبل واهنٍ لو علمته

وليتك تدري أن من كان مفسدا

فإن قال إبليسٌ إلى الله ساجدٌ

وأدعو إلى الجنات والفضل والتقى

فإن صدَّق الإبليس بالفعل قوله

أوِ الله أعطى الكافرين جنانه

ففي النفس شك ربما زال بعضه

أنُوديَ هذا يومكم فتجمعوا

أفدني متي قد هلَّ غيثٌ وأمطرت

تقولون شعب فيه حلم وحكمة

يعاب عليَّ اليأس من خيرهم فلا

أسود إذا جاعوا وفي الحق قلة

ولكن إذا ما اغتيل يوما أخوهم

وإن الذي يبدو إلي حقيقة

فواعجبا يأتي الخصيم بجرمه

فياليت هذي الدار تأتي بناصح

لينصر شعبا قد غزاه تغافل



وتسعى لإذلال الشعوب وتقمع

ولو دمت فينا بالمواعظ تسجع

يسائل دوما في الإجابة يطمع

وتصلي رجالا في المساجد ركَّع

فلله ما أغوى وأشقى وأبشع

وليس له إلا الحماقة مضجع

من الكاذب المخبول بالشر يصرع

تُرى إذا ما لاح حقٌ وتُسمعُ

مليئ بفسق والمفاسد مشرع

أَ تُغْرى بمَيْنٍ من كذوب وتقنع

عفا عليه الدهر فهو مرقع

فلا يصلح الله الفِعال ويرفع

جبيني وقلبي بالمحبة يخشع

وللصلح والتعليم دوما أشجع

فقل ربما هذا الدعي سيصدق

وأبلى بنار الخلد من كان يخشع

إذا صدقت هذي المفاسد أجمع

وبوحوا بما يخفي الفؤاد وأسمعوا

سحابة صيف في الصحاري تهمع

 يقوم بنصر الغائث المتوجع

أرد بغير (الواقع المتوقع)

ينادون باستحيا ولا يتجمعوا

وقامت له الدنيا هم الآن هجع

فما هي إلا كذبة تتنوع

ينصب قاض في الأمور ويقطع

يجيد خطابا بالحقائق يصدع

تحصن في عقل الشباب ويرتع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق